المختصر المفيد في كتاب الروح الايجابية

كتاب الروح الايجابية

المختصر المفيد 

علم النفس في ثوبه الجديد

إنّ ما تعرّض له الإنسان في القرون الماضية من مراحل صعبة شملت زلات ونقاط ضعف ولاسيّما الأحداث البارزة من حروب وظروف اجتماعية ولّدت عجز نفسي ومادي، جعلت الإنسان يميل إلى مقاومة تلك الطاقات السلبية حيث تركز جلّ تفكيره في كيفية حلّها والقضاء عليها، كل ذلك أدى بشكل أو بآخر إلى تضخيم الجانب المظلم من حياة البشرية، إلا أنه في مطلع القرن الواحد والعشرين توجهت الأنظار نحو علمٍ جديد يدعو بدوره إلى التركيز على الجانب الإيجابي سواء في الحياة أو داخل النفس البشرية، مهما اعترتها من جوانب سلبية.

تمتين مواطن القوة ” مهمة علم النفس المعطّلة “:

تعطّلت وظيفة تمتين مواطن القوة بعد الحرب العالمية الثانية، والتي تعدّ مرحلة عجز تعامل معها علماء النفس باعتبار أفراد المجتمع مجرد ضحايا عاجزين جرّاء حدث تاريخي أثر على نفسياتهم وسلوكياتهم. هذه النسبة من الدراسات و المحاولات التي حاولت إيجاد حلول لذلك العجز جعلت الإنسان يشعر فعلاً أنه عاجز و لديه مشاكل نفسية ويعاني من اضمحلال في إرادته وقدراته. بيد أنه قبل الحرب العالمية الثانية كان الأمر مختلف، حيث كان الأفراد منتجون والمجتمع مزدهر بشكل أفضل مما نراه، ويرجع ذلك لتوزيع تركيز علماء النفس على المحاور أساسية بشكل معقول:

• معالجة الأمراض العقلية
• تحفيز الإنجازات و الإبداعات الإنسانية
• اكتشاف المهارات وتطوير الشباب والمواهب الاستثنائية

فكما نرى كانت معظم الجهود تتركز حول الإنجازات والتحفيز، ومن هذه المقارنة تم دحض تلك الادعاءات التي تجعل من أفراد المجتمع ضحايا، و نعود الآن في القرن الواحد والعشرين إلى ما قبل الحرب العالمية الثانية حيثُ يركز الطب النفسي على الجانب المشرق للإنسان والمجتمع.

الطاقة الإيجابية بين الشرق والغرب:

وجه الباحثون أنظارهم لمختلف الثقافات والتاريخ  بهدف التنويع و حياة الرفاهية التي كانت تعيشها الشعوب قبل ذلك، ومن ضمن ما اتجهوا إليه هو دراسة المبادئ التي وضعها كل من أفلاطون وأرسطو خلال فلسفتهما لحياة أفضل أو ما يسمى “بالمدينة الفاضلة”

إنّ محاولات البحث في ثقافات الأمم والحضارات الأخرى قد أدت ثمارها حيثُ التقت الحضارة اليونانية وحضارة الهند والصين والدول الإسلامية بمفهوم ” التلاحم ” حيث أنها كلمة جوهرية تضم مئات المعاني من الألفة والتكاتف بين بني البشر.

وأيضاً ذلك الانفتاح الثقافي يعزز مجموعة من المفاهيم لدى الفرد:

• الاستقرار
• الاستجابة الشعورية
• الذكاء العاطفي

مقاييس مواطن القوة ونتائجها الإيجابية:

في رحلة البحث عن جانب الإنسان الإيجابي، تم تحديد سمات كثيرة يمكن من خلالها تفعيل ذلك الجانب، ومنه القوة، وبالنسبة للعالم دونالد كليفتون فقد اختزل قوة الإنسان بالمعرفة والموهبة فهذا الامتزاج بينهما يعطي الفرد القدرة و القوة على مواجهة التغيرات من حوله وتحقيق أفضل الإنجازات.

أما للحكم على تحقق القوة في شخصٍ ما، فسنجد مواطنها في:

• الحكمة والمعرفة
• الشجاعة
• الإنسانية
• العدالة
• التفاؤل
• الحكمة
• الوعي المتيقظ

كيف يحقق الإنسان رفاهيته النفسية؟

من ضمن التركيز على الجانب الإيجابي للإنسان هو معرفة كيف يحقق الرفاهية أو الراحة النفسية:

ويتم ذلك عن طريق القناعة و استيعاب مفاهيم السعادة وهي:

• الرضا بالأحوال المعيشية
• تحفيز العاطفة الإيجابية
• تثبيط العاطفة والمشاعر السلبية

إنّها كلمات بسيطة لكنها تحمل معانً عميقة وتأثيرات أعمق على النفس البشرية والحياة ككل، فإن لها القدرة على تغيير مجتمعات بأكملها.

وكمثال على تحفيز العاطفة الإيجابية الترفيه والتسلية حيثُ من شأنها التغلب على كل الطاقات السلبية و القرب من الآخرين و تقوية العواطف.

إيثار، امتنان، تسامح

هذه المفاهيم الثلاثة، وعلى الرغم من ميل النفس الإنسانية لحب الذات في بعض الأوقات لتحقيق الرضى الذاتي، إلا أن الإيثار و الامتنان والتسامح أيضاً تحقق جوانب من الرضى لدى الفرد:

الإيثار يحقق:

• نيل احترام وتقدير الآخرين
• تقليص حجم معاناته إذا ما قورنت بالآخرين

الامتنان:

كلّما عبر الفرد عن شعوره بالامتنان والشكر كلّما زاد ذلك من العوائد الإيجابية سواء النفسية أو من الأشخاص حوله.

التسامح:

• النجاة من دائرة الضحية
• التخلص من المشاعر السلبية من انتقام وكراهية وحقد
• نيل محبة واحترام الأفراد الآخرين

” إن الله مع الجماعة ” أو كما نقول في كل الثقافات” الاتحاد قوّة “

التكاتف والتعاون والتلاحم بين أفراد المجتمع و أفراد الثقافات المختلفة تعزز الجوانب الإيجابية سواء على صعيد المجتمع الواحد أو على أصعدة مختلفة من أفراد الثقافات الأخرى.

وصلنا إلى نهاية خلاصة كتاب الروح الايجابية من تأليف (تشارلز آر سنيدر، شين جي لوييز، جينفر ييدروتي)